بسم الله الرحمن الرحيم
الريح الباردة التى دخلت من نافذة غرفة النوم الابواب المفتوحة والروح الغريبة التى دخلت البيت ...الخوف والشعور بعدم الامان كانت هذه هي بداية القصة ...البداية كانت رؤيا رايتها وقمت مذعورة الى زوجي ليضمنى الى صدرة ...كنت حاملاً في بداية الشهر الخامس..عادة ما كنت اخاف من الريح في الرؤى لانها نذير شؤوم بالنسبة لي ولكنى لم اتوقع بان هذه الريح كانت تحمل معها روح طفلي الشهيد...يوم الجمعة وكعادتي في كل جمعة اتجهز للذهاب الى الصلاة في ميدان الستين كان زوجي يقف ورائي وبدون اي مقدمات رفسنى بقوة متناسيا بانى امراة حامل ولابد من الحذر في التعامل معي...لم اشعر بشى حينها ولكنى شعرت بقهر كبير خصوصا عندما بداء يتصرف بغرابة ...بكيت بحرقة طوال اليوم...ذهبت وعدت مساء صليت العشاء وبدات قطرات الدم بالنزول مع الدموع ...زاد المي وخوفي وحزني...تطور الامر...ولم يتوقف عند هذا الحد اربعة ايام من المعاناة والترقب والخوف والذهول...وفي اليوم الخامس انفجر كيس الماء وانفجرت معه كل احلامي بطفلي القادم عرفت ان النهاية قادمة لا محالة ...ما هي الا ساعات حاولنا الاتصال باغلب الاطباء لم نجد احد وكان كل الابواب المفتوحة سدت في وجهي...خرج طفلي الى بين يدي يرتعش واحسست بلومة وباني اذنبت في حقة ...طفل مكتمل الخلق...ولد كما تمنيتة...ضم يدية ورجلية الى بطنة وكانة يودع الدنيا بما فيها خرجت روحة امامي...صدمت لم اكن اتوقع ما ارى ولم اتخيلة حتى خيال...بكيت وضممته الى صدري صارخة "سامحنى ياولدي سامحنى ياعاصم "كانت الدماء تتناثر منى حزنا والما...واسفاً...اسفا على انى قصرت في حق طفي الصغير...واسفا على الحال الذي وصلت اليه ...لم تنتهي الامور عند هذا الحد بل تلاها عملية تنظيف وطفلي معي في الكيس اخذته الى البيت غير مصدقة ما يحدث في اليوم التالي اخذته الى المقبرة وانا مذهولة قبرته بيدي تالية قول الله تعالى "منها نخلقكم وفيها نعيدكم تارة اخرى"...لم استطع ان اتلو الاية اثناء دفنه عجم لساني تيبست شفتاي...رايته يغيب امام عيناي في التراب...ربما ستسالون انفسكم لماذا سميت صغيري بالشهيد ...لان هذا الطفل نذرته لله عندما كنت احملة في بطنى ...ولكن شهادتة جات مبكرة ...يقولون بان الاطفال شفاع يوم القيامة وبان طفلي الصغير سيجرنى بسرره الى الجنة ...اسئل الله تعالى ان يتقبله عنده وان يرحمنى به ويشفعة لي وان يغفر لي طفلي ما ارتكبته في حقة ...سامحنى ياعاصم ...سامحنى ياشهيدى الصغير ...
إبتسام المحمدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق